عيشة قنديشة☠

 عيشة قنديشة

هي امرأة عاشت في المغرب منذ زمن بعيد، وفي جميع الأساطير والقصص التقليدية، كانت تُصوّر عادةً بأنها جميلة الشكل والمظهر، ترتدي ملابس بيضاء فضفاضة، تستهوي الرجال وتجذبهم بهدف ممارسة الجنس، ومن ثم تقوم بقتلهم وأكل لحومهم، وتُوصف أيضاً بأن لها أقداماً مشابهة لخفّ الجمل.

في أسطورة أخرى، تُصوّر عيشة في شكل ساحرة عجوز ملتحية، تقضي معظم وقتها في القيام بتعاويذ سحرية لتفريق الأزواج عن بعضهم، وتتفق الأساطير على أن مجرد ذكر اسمها المخيف "قنديشة" يمكن أن يجلب للشخص لعنة تطارده طوال حياته.

وتُذكر القصص الشعبية أيضاً أن عيشة كانت تخشى شيئاً واحداً فقط، وهو النار، فحسب تقرير نشر على موقع هسبريس المغربي، كانت هناك مجموعة من الرجال قاموا بحرق عباءاتهم بمجرد مواجهتهم لعيشة قنديشة، وكانوا على وشك أن تطيح بهم لولا انتباههم لأقدامها المختلفة والتي تشبه حواف الجمال.


ويتجاوز تداول أسطورة عيشة قنديشة حدود العامة، إذ تناولها العالم الاجتماعي المغربي الراحل بول باسكون في كتابه "أساطير ومعتقدات من المغرب"، وفيه يروي قصة أستاذ أوروبي للفلسفة في إحدى الجامعات المغربية، كان يبحث عن "عيشة قنديشة"، واضطر إلى حرق كل ما كتبه حولها وإيقاف بحثه بعد تعرضه لحوادث غامضة متتالية، ما جعله يعزم على مغادرة المغرب ويربطها بلعنة عيشة قنديشة.

ووفقاً للروايات الشعبية، كانت عيشة قنديشة شخصية حقيقية، تنحدر من الأندلس، تنحدر أصولها من عائلة موريسكية نبيلة طُرِدت من الأندلس لتستقر في المغرب خلال القرن الخامس عشر. 

وكانت "الكونتيسة عائشة"، كما كانت تُلقب، معروفة بتعاونها مع الجيش المغربي ضد البرتغاليين للانتقام لعائلتها التي فقدت كل شيء في الأندلس  ثمّ صنعت لنفسها مجداً واسماً كبيراً بفضل شجاعتها ومهارتها في قتال الجنود البرتغاليين، وتم وصفها بأنها ليست بشرية.

وتشتهر عيشة بتكتيكاتها الغريبة خلال المعارك، حيث كانت تستخدم خفيتها التي تُشبه حواف الجمال لترك آثارٍ ملتبسة، ما جعل من الصعب على العدو تحديد مواقعها، كما كانت تستخدم إغراء الجنود البرتغاليين وجذبهم إلى الوديان والمستنقعات ليتم ذبحهم بطرق مرعبة، ما أثار الذعر في صفوف المحتلين.

بهذه الطريقة، أصبحت عيشة قنديشة شخصية تاريخية وأسطورية تجتاح الحدود الزمانية والجغرافية، وتثير الفضول والرعب في آنٍ واحد. 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ابو رجل مسلوخه 🦿